فی تقریر اصدرته المؤسسة الامریکیة WaterAid، اوضحت ان الدول منخفضة ومتوسطة الدخل تفقد العدید من الاطفال الرضع بسبب تدنی مستوى النظافة وعدم توفر المیاه ووسائل الصرف الصحی، حیث اشارت الاحصائیات ان الاسر تفقد طفلا رضیعا من کل 50 طفلا قبل بلوغه الشهر الاول جراء الاسباب السابقة الذکر! ففی عام 2013، توفی اکثر من 2.7 ملیون طفلا رضیعا، وکان 99% منهم فی الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.
ان الامر المؤسف، انه کان بالامکان تجنب هذه الوفیات لولا وجود میاه نظیفة ووسائل صرف صحیة فی المشافی والعیادات الطبیة، او حتى توفر میاه وصابون لغسل الیدین! ففی العام الماضی، یتوفى اربعة اطفال کل خمس دقائق فی افریقیا جنوب الصحراء، او ما تعرف بافریقیا السوداء (منطقة تضم 18 دولة مختلفة) بسبب اصاباتهم بعدوات مختلفة کان بالامکان تجنبها فی حال وجود میاه نظیفة، مثل تعفن الدم- sepsis والتهاب السحایا- meningitis. واوضح التقریر انه بالامکان ان یتحلى هؤلاء الاطفال بصحة جیدة وبعیدا عن الامراض المعدیة فی حال تم تقدیم الاساسیات اللازمة لهم.
وبالرغم من ذلک، اشار التقریر انه لا تزال النساء فی هذه المناطق تلدن فی بیئة غیر نظیفة وتفتقر للمیاه النظیفة والصابون، وبالطبع العلاقة بین عدم النظافة وتفشی الامراض معروفة منذ القدم، وقد حان الوقت لتغییر هذا الواقع الخطر.
الاسابیع الاولى فی حیاة الاطفال هی الاهم!
یکون الطفل معرضا لخطر الوفاة فی الاسابیع الاولى من حیاته اکثر بـ 15 مرة من مراحل حیاته اللاحقة، بالتالی اعطاء الطفل "البدایة الصحیة السلیمة" من شانه ان یعزز مناعته ویحمیه، وبالطبع العکس صحیح، فالافتقار لوجود المیاه النظیفة والصحیة ووسائل الصرف الصحی، کلها عوامل من شانها ان توثر على حیاة الطفل بشکل کبیر فی هذه الفترة من حیاته.
وفی سیاق اخر، نشرت منظمة الصحة العالمیة- WHO ومنظمة الامم المتحدة للطفولة UNICEF فی تقریر لهما یصف الوضع الکارثی فی هذه المشافی والعیادات الطبیة:
لا یمکن غسل الیدین فی المشافی
اوضح التقریر الصادر امس، ان 38% من مرافق الرعایة الصحیة فی الدول منخفضة ومتوسطة الدخل لا تملک مصادر میاه محسنة، و19% من هذه المرافق لا تملک وسائل صرف صحی، اضافة الى 35% من مرافق الرعایة الصحیة لا تملک المیاه والصابون الضروریة لغسل الیدین!
اما الامر الصادم، هو ان حوالی نصف المرافق تفتقر لوجود المیاه النظیفة فی افریقیا، فی حین ان الوضع یزداد سوءا فی افریقیا السوداء، حیث تحصل 20% فقط من مرافق الرعایة الصحیة على المیاه. علما ان هذه المعطیات تم جمعها من 54 دولة وحوالی 66,100 منشاة صحیة.
وبالطبع ینعکس اثر غیاب المیاه النظیفة وخدمات الصرف الصحی سلبیا على حیاة المواطنین، وبالاخص الرضع، من خلال عدم القدرة على الوقایة والحد من ظهور العدوى فیما بینهم.
حیث اشارت مدیرة السیاسة العامة فی WaterAid America لیزا شیخطمان Lisa Schechtman ان الوضع یختلف بین یوم واخر فی مرافق الرعایة الصحیة من ناحیة توفر المیاه، فقد تصل المیاه الى بعض هذه المرافق یوما، وقد تفتقر الى المیاه النظیفة فی الیوم الاخر.
وبسبب سوء الاوضاع فی هذه المناطق، یکون على المرضى فی کثیر من الاحیان ومن ضمنهم النساء الحوامل، جلب المیاه الخاصة فیهم الى المشفى معهم، وبالطبع قد یکون هذا الامر صعبا جدا على العدید منهم، لعدم توفر المیاه النظیفة فی اماکن سکنهم ایضا
Leave comment